كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


قال ابن سراقة في الأعداد‏:‏ خص نبينا بصلاة الجمعة والجماعة وصلاة الليل وصلاة العيدين والكسوفين والاستسقاء والوتر‏.‏

- ‏(‏طب عن تميم الداري‏)‏ قال البخاري‏:‏ فيه نظر وقال ابن القطان‏:‏ فيه أبو عبد اللّه الشامي مجهول انتهى وأورده في الميزان في ترجمة الحكم بن عمر الجزري وقال‏:‏ قال البخاري‏:‏ لا يتابع عليه وفي اللسان قال أبو حاتم‏:‏ هو شيخ مجهول وكذا الأزدي كذاب ساقط‏.‏

3633 - ‏(‏الجمعة على الخمسين رجلاً وليس على ما دون الخمسين جمعة‏)‏ وبه أخذ بعض المجتهدين واشترط الشافعي أربعين لدليل آخر‏.‏

- ‏(‏طب عن أبي أمامة‏)‏ قال الذهبي في المهذب‏:‏ حديث واه وقال الهيثمي‏:‏ فيه جعفر بن الزبير صاحب القسم وهو ضعيف جداً وقال ابن حجر‏:‏ جعفر بن الزبير متروك وهياج بن بسطام متروك‏.‏

3634 - ‏(‏الجمعة واجبة على كل‏)‏ أي على أهل كل ‏(‏قرية‏)‏ زاد في رواية للدارقطني فيها إمام ‏(‏وإن لم يكن فيها إلا أربعة‏)‏ من الرجال وفي رواية وإن لم يكن إلا ثلاثة رابعهم إمامهم قال البيهقي‏:‏ يعني بالقرى المدائن وكذا روى عن الموقري والحكم الأيلي عن الزهري‏.‏

- ‏(‏قط هب‏)‏ عن معاوية بن سعيد التجيبي والوليد بن محمد والحكم بن عبد اللّه قالوا حدثنا الزهري ‏(‏عن أبي عبد اللّه الدوسية‏)‏ قال الدارقطني‏:‏ كل هؤلاء متروكون ولم يسمع الزهري من الدوسية وكل من رواه متروك وقال الذهبي‏:‏ فيه متروكان وتالف وقال ابن حجر‏:‏ هو ضعيف ومنقطع أيضاً وقال في محل آخر‏:‏ إسناده واه جداً‏.‏

3635 - ‏(‏الجمعة حج المساكين‏)‏ جمع مسكين وهو الذي أسكنه الخلة وأصله دائم السكون كالمستكبر الدائم الكبر ذكره القاضي يعني من عجز عن الحج وذهابه يوم الجمعة إلى المسجد هو له كالحج وليس معناه سؤال الناس له‏.‏

- ‏(‏ابن زنجويه في ترغيبه والقضاعي‏)‏ في مسند الشهاب والحارث بن أبي أسامة كلهم من حديث عيسى بن إبراهيم الهاشمي عن مقاتل عن الضحاك ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده ضعيف وأورده في الميزان في ترجمة عيسى هذا وقال عن جمع‏:‏ هو منكر الحديث متروك انتهى وقال السخاوي‏:‏ مقاتل ضعيف وكذا الراوي عنه‏.‏

3636 - ‏(‏الجمعة حج الفقراء‏)‏ قال العامري‏:‏ لما عجز المسكين عن مال الحج أو ضعف وكان يتمناه بقلبه نظر الكريم ‏[‏ص 360‏]‏ إلى تحسره فأعطاه ثواب الحج بقصده على منوال خبر إن بالمدينة أقواماً ما قطعتم وادياً إلا وقد سبقوكم إليه حبسهم العذر‏.‏

- ‏(‏القضاعي وابن عساكر عن ابن عباس‏)‏

3637 - ‏(‏الجنازة متبوعة وليست بتابعة‏)‏ وفي رواية الجنازة متبوعة لا تبع‏[‏في العلقمي قال شيخنا قال العراقي في قوله الجنازة متبوعة يحتمل ذلك في حالة الصلاة عليها جمعاً بين الأحاديث‏]‏ قال الطيبي‏:‏ قوله لا تبع صفة مؤكدة أي متبوعة غير تابعة ‏(‏ليس منا‏)‏ كذا قال هو في خط المصنف وفي نسخ ليس منها وفي نسخ المصابيح والمشكاة وغيرها ليس معها وهو أوضح ‏(‏من تقدمها‏)‏ أي لا يعد مشيعاً لها قال الطبري‏:‏ هذا تقرير بعد تقرير ينبغي من تقدم الجنازة ليس ممن يشيعها فلا يثبت له الأجر وبهذا أخذ أبو حنيفة ووافقه النووي في الراكب وفضل الشافعية إطلاق المشي أمامها لأنهم شفعاء الميت إلى اللّه والشفيع يمشي قدام المشفوع له‏[‏والأفضل أن يكون قريباً منها وكل ما قرب منها هو أفضل سواء كان راكباً أو ماشياً ولو تقدم عليها كثيراً فإن كان بحيث لا ينسب إليها لكثرة بعده وانقطاعه عن تابعيها لم يحصل له فضيلة المتابعة ولو مشى خلفها حصل له فضيلة أصل المتابعة ولكنه فاته كمالها‏]‏ قالوا‏:‏ والخبر ضعيف وقال البيهقي‏:‏ الآثار بالمشي أمامها أصح وأكثر‏.‏

- ‏(‏ه‏)‏ في الجنائز ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ قال ابن الجوزي‏:‏ حديث لا يثبت وفيه أبو ماجد قال الدارقطني‏:‏ مجهول وظاهر صنيع المصنف أن ابن ماجه تفرد بإخراجه من بين الستة وأنه لا علة له والأمر بخلافه أما أولاً فلأن أبا داود والترمذي خرَّجاه أيضاً في الجنائز واستغربه الترمذي، وأما ثانياً فلأنه عندهم من رواية أبي ماجد وقد قال الترمذي عن البخاري أنه ضعفه وأن ابن عيينة قال ليحيى التميمي الراوي عن أبي ماجد من هو فقال‏:‏ طائر طار فحدثنا اهـ وقال الدارقطني‏:‏ مجهول‏.‏ وابن عدي‏:‏ منكر الحديث‏.‏ والذهبي‏:‏ تركوه‏.‏ وقال البيهقي‏:‏ أحاديث المشي خلفها كلها ضعيفة‏.‏

3638 - ‏(‏الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله‏)‏ ‏[‏والشسع بكسر المعجمة وسكون المهملة بعدها عين مهملة السير الذي يجعل فيه أصبع الرجل من النعل وكلاهما يختل المشي بفقده‏]‏ أحد سيور النعل التي بوجهها والنعل ما وقيت به القدم ‏(‏والنار مثل ذلك‏)‏ أي النار مثل الجنة في كونها أقرب من شراك النعل فضرب القرب مثلاً بالشراك لأن سبب حصول الثواب والعقاب إنما هو سعي العبد ومجرى السعي بالأقدام وكل من عمل خيراً استحق الجنة بوعده ومن عمل شراً استحق النار بوعيده وما وعد وأوعد منجزان فكأنهما حاصلان ذكره الطيبي وقال غيره‏:‏ أراد أن سبب دخول الجنة والنار مع صفة الشخص وهو العمل الصالح والسيء وهو أقرب إليه من شراك نعله إذ هو مجاوز له والعمل صفة قائمة به وقيل وجه الأقربية أن يسيراً من الخير قد يكون سبباً لدخول الجنة وقليلاً من المنكر قد يكون سبباً للنار فينبغي الرغبة في كل أسباب الجنة وتجنب جميع أسباب النار‏[‏فإنه لا يعلم الحسنة التي يرحمه اللّه بها ولا السيئة التي يسخط عليه بها وقال ابن الجوزي‏:‏ معنى الحديث أن تحصيل الجنة سهل بتصحيح القصد وفعل الطاعة والنار كذلك بموافقة الهوى وفعل المعصية‏]‏ وعلى هذا فالقرب معنوي وإلا فالجنة فوق السماوات السبع قال تعالى ‏{‏عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى‏}‏ وثبت أن سدرة المنتهى فوق السماء وفي خبر رواه أبو نعيم وغيره أن الجنة في السماء وروى ابن منده عن مجاهد قلت لابن عباس‏:‏ أين الجنة قال‏:‏ فوق سبع سماوات قلت‏:‏ فأين النار قال‏:‏ تحت سبعة أبحر مطبقة ولا ينافيه خبر ابن أبي شيبة عن ابن عمرو موقوفاً الجنة مطوية معلقة بقرون الشمس تنشر في كل عام مرة لأنه أراد ما يحدثه اللّه بالشمس كل سنة مرة من أنواع الثمار والفواكه والنبات جعلها اللّه تذكيراً بتلك الجنة وآية تدل عليها كما جعل النار مذكرة بتلك وإلا فالجنة فوق الشمس وأكبر منها فكيف تعلق بقرونها‏.‏

- ‏(‏حم خ‏)‏ ‏[‏ص 361‏]‏ في الرقائق ‏(‏عن ابن مسعود‏)‏ ولم يخرجه مسلم‏.‏

3639 - ‏(‏الجنة لها ثمانية أبواب‏[‏بعضها مختص بجماعة لا يدخل منه غيرهم كالريان للصائمين وباب الضحى للملازمين على صلاتها وبعضها مشترك‏]‏ والنار لها سبعة أبواب‏[‏يدخلون منها أو طبقات ينزلونها بحسب مراتبهم وهي جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم سقر ثم الجحيم ثم الهاوية‏]‏‏)‏ إنما كانت أبواب الجنة ثمانية لأن مفتاح الجنة شهادة أن لا إله إلا اللّه وكذلك المفتاح ثمانية أسنان‏:‏ الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والبر والصلة فلكون أنواع الأعمال ثمانية جعلت أبوابها ثمانية وإنما كانت أبواب النار سبعة لأن الأديان سبعة‏:‏ واحد للرحمن وستة للشيطان فالتي للشيطان اليهودية والنصرانية والمجوسية والوثنية والدهرية والإبراهيمية والصنف السابع أهل التوحيد كالخوارج والمبتدعة والظلمة والمصرين على الكبائر فهؤلاء كلهم صنف فوافق عدة الأبواب عدة الأصناف ذكره السهيلي‏.‏

- ‏(‏ابن سعد‏)‏ في الطبقات ‏(‏عن عتبة بن عبد‏)‏ عتبة بن عبد في الصحابة ثمالي وأنصاري وسلمي فكان ينبغي تمييزه‏.‏

3640 - ‏(‏الجنة مئة درجة‏)‏ يعني درجها الكبائر مئة وفي ضمن كل درجة منها درجات صغار كثيرة فلا تعارض بينه وبين خبر أحمد يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة اقرأ واصعد فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه‏[‏فهذا يدل على أن في الجنة درجات على عدد آي القرآن وهي تنيف على ستة آلاف آية فإذا اجتمعت للإنسان فضيلة الجهاد مع فضيلة القرآن جمعت له تلك الدرجات كلها وهكذا كلما زادت أعماله زادت درجاته‏]‏ ‏(‏ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض‏)‏ هذا التفاوت إما بحسب الصورة كطبقات السماء أو بحسب المعنى أي باعتبار التفاوت في القرب إلى اللّه ولا مانع من الجمع، وفيه دلالة على أنها في غاية العلو ونهاية الارتفاع، ففيه رد لما روى ابن منده عن عبد اللّه أن الجنة في السماء الرابعة والذي قاله ابن عباس ودلت عليه الأحاديث أنها في السابعة ذكره السمهودي في ختم ابن ماجه وقوله ما بين كل درجتين إلى آخره يقتضي أن المسافة في ذلك مسيرة خمس مئة عام وهو مخالف لما رواه الترمذي أن ما بين كل درجتين مئة عام وأجيب بأن ذلك يختلف بالسرعة والبطء في السير فالمئة للسريع والخمس مئة للبطيء ذكره ابن القيم‏.‏

- ‏(‏ابن مردويه‏)‏ في التفسير ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من المشاهير الذي وضع لهم الرموز وإلا لما أبعد النجعة وهو عجب فقد خرجه الحاكم باللفظ المزبور وقال على شرطهما‏.‏

3641 - ‏(‏الجنة مئة درجة ولو أن العالمين اجتمعوا في إحداهن لوسعتهم‏)‏ لسعة أرجائها وكثرة مرافقها ولعظم سعتها وغاية ارتفاعها يكون الصعود من أدناها إلى أعلاها‏.‏

- ‏(‏حم ع عن أبي سعيد‏)‏ الخدري ظاهر صنيع المصنف أن ذا لم يتعرض أحد من الستة لتخريجه وإلا لما عدل عنه والأمر بخلافه فقد رواه الترمذي عن أبي سعيد المذكور بلفظ الجنة مئة درجة ولو أن الناس كلهم في درجة واحدة لوسعتهم اهـ بلفظه فالعدول عنه من ضيق العطن‏.‏

3642 - ‏(‏الجنة تحت أقدام الأمهات‏)‏ يعني التواضع لهن وترضيهن سبب لدخول الجنة وتمامه كما في الميزان من شيئين أدخلن ومن شيئين أخرجن وقال العامري‏:‏ المراد أنه يكون في برها وخدمتها كالتراب تحت قدميها مقدماً لها على ‏[‏ص 362‏]‏ هواه مؤثراً برها على بر كل عباد اللّه لتحملها شدائد حمله ورضاعه وتربيته وقال بعض الصوفية‏:‏ هذا الحديث له ظاهر وباطن وحق وحقيقة لأن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أوتي جوامع الكلم فقوله الجنة إلخ ظاهره أن الأمهات يلتمس رضاهن المبلغ إلى الجنة بالتواضع لهن وإلقاء النفس تحت أقدامهن والتذلل لهن والحقيقة فيه أن أمهات المؤمنين هن معه عليه السلام أزواجه في أعلى درجة في الجنة والخلق كلهم تحت تلك الدرجة فانتهاء زوس الخلق في رفعة درجاتهم في الجنة وآخر مقام لهم في الرفعة أول مقام أقدام أمهات المؤمنين فحيث انتهى الخلق فهن ثم ابتداء درجاتهن فالجنة كلها تحت أقدامهن وهذا قاله لمن أراد الغزو معه وله أم تمنعه فقال‏:‏ الزمها ثم ذكره قال الذهبي‏:‏ فيه أن عقوق الأمهات من الكبائر وهو إجماع‏.‏

- ‏(‏القضاعي‏)‏ في مسند الشهاب ‏(‏خط في الجامع‏)‏ كلاهما من حديث منصور بن مهاجر عن النضر الأبار ‏(‏عن أنس‏)‏ قال ابن طاهر‏:‏ ومنصور وأبو النضر لا يعرفان، والحديث منكر اهـ‏.‏ فقول العامري على شرحه حسن غير حسن‏.‏ وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد من الستة، وإلا لما أبعد النجعة، وهو ذهول فقد خرجه النسائي وابن ماجه وكذا أحمد والحاكم، وصححه وأعجب من ذلك أن المصنف في الدرر عزاه إلى مسلم باللفظ المذكور من حديث النعمان بن بشير، فيا له من ذهول ما أبشعه‏.‏

3643 - ‏(‏الجنة تحت ظلال‏)‏ وفي رواية للبخاري بارقة ‏(‏السيوف‏)‏ أي الجهاد مآله الجنة فهو تشبيه بليغ كزيد بحراً وهو استعارة يعني أن ظلال السيوف والضرب بها في سبيل اللّه سبب للفوز بظلال بساتين الجنة ونعيمها لما أنه سبب موصل إليها ذكره بعضهم وفي النهاية هو كناية عن الدنو من الضرب في الجهاد حتى يعلوه السيف ويصير ظله عليه وقال الطيبي‏:‏ معناه ثواب اللّه والسبب الموصل إلى الجنة عند الضرب بالسيف في سبيل اللّه فاحضروا الجهاد بصدق النية واثبتوا وإنما نهى عن لقاء العدو لما فيه من صورة الإعجاب والإتكال على النفس والوثوق بالقوة ولمخالفته للحزم والاحتياط وخص السيوف لكونها أعظم آلات الحرب وأنفعها‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في الجهاد ‏(‏عن أبي موسى‏)‏ قال الحاكم على شرط مسلم وأقره الذهبي وكان على المصنف إثبات هذا في حرف إن لأنه في رواية الحاكم بأن في أوله كما رأيته في المستدرك بخط الذهبي ثم إن ظاهر كلام المصنف أن هذا مما لم يخرجه الشيخان ولا أحدهما وهو ذهول فقد رواه البخاري عن ابن أبي أوفى مرفوعاً بلفظ اعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف وأخرجه مسلم أيضاً في المغازي وأبو داود في الجهاد فاقتصار المؤلف على الحاكم من ضيق العطن وممن عزاه إلى الشيخين معاً صاحب مسند الفردوس‏.‏

3644 - ‏(‏الجنة دار الأسخياء‏)‏ السخاء المحمود شرعاً لأن السخاء من أخلاق اللّه العظيمة وهو يحب من يتخلق بشيء من أخلاقه فلذلك صلحوا لجواره في داره ولذا ورد في خبر عبد الحكيم ما جبل اللّه ولياً قط إلا على السخاء ولجاهل سخي أحب إلى اللّه من عابد بخيل سخت أنفسهم بدنياهم لأخراهم فوصلوا أرحامهم وآثروا بها فقراءهم وسلموا أنفسهم لعبادة الرحمن فظفروا بالجنان وأعلى من هؤلاء من سخت أنفسهم عن الدنيا بما فيها وعابوا الالتفاف إليها لشغلها عن المولى ‏(‏خاتمة‏)‏ قال الإمام الرازي‏:‏ الجنة موضعها فوق السماء وتحت العرش كما ذكره الإمام مالك فالجنة فوق السماوات والنار في أسفل الأرضين كذا ذكره في تفسيره وذهب ابن حزم أن الجنة في السماء السادسة تعلقاً بقوله تعالى ‏{‏عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى‏}‏ وسدرة المنتهى في السماء السادسة‏.‏

- ‏(‏عد‏)‏ عن زيد بن عبد العزيز عن جحدر عن بقية عن الأوزاعي عن الزهري عن عائشة ثم قال مخرجه ابن عدي يسرق الحديث ويروي المناكير وقال الدارقطني‏:‏ حديث لا يصح ‏(‏والقضاعي‏)‏ وكذا الدارقطني في المستجار والخرائطي كلهم ‏(‏عن عائشة‏)‏ وقال في الميزان‏:‏ حديث منكر ‏[‏ص 363‏]‏ ما أفته سوى جحدر ومن ثم قال الدارقطني‏:‏ لا يصح وأورده ابن الجوزي في الموضوع انتهى‏.‏ قال العامري‏:‏ في قوله حسن غريب غير مصيب‏.‏

3645 - ‏(‏الجنة‏)‏ أي أبنيتها ‏(‏لبنة من ذهب ولبنة من فضة‏)‏‏[‏‏"‏لَبِن‏"‏ ككَتِف ‏[‏أي بفتح اللام وكسر الباء‏]‏‏:‏ المضروب من الطين مربعا للبناء ‏[‏المضروب‏:‏ المصنوع بالقوالب‏]‏‏.‏

من ‏"‏القاموس‏"‏، وما بين قوسين مرَبّعين ‏[‏هكذا‏]‏ فمن دار الحديث‏]‏

بين به أنها مبنية بناء حقيقياً دفعاً لتوهم أن ذلك تمثيل وأن ليس هناك بناء بل تتصور النفوس غرفاً مبنية كالعلالي بعضها فوق بعض حتى كأنها تنظر إليها عياناً وهل المراد بناء قصورها ودورها أو بناء حائطها وسورها احتمالات رجح الحافظ ابن حجر الثاني لخبر جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما‏.‏

- ‏(‏طس‏)‏ وكذا البزار كلاهما ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ قال الهيثمي‏:‏ رجاله رجال الصحيح اهـ‏.‏ وقضية كلام المصنف أن ما ذكره هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته وملاطها المسك‏.‏

3646 - ‏(‏الجنة مئة درجة ما بين كل درجتين مسيرة خمس مئة عام‏)‏ حقيقة إذ الجنة درجات بعضها أرفع من بعض أو المراد الرفعة المعنوية من كثرة النعيم وعظيم المنال وقد يصار إلى الجمع هنا بين الحقيقة والمجاز كما تقرر فيما قبله‏.‏

- ‏(‏طس عن أبي هريرة‏)‏ هذا من المصنف كالصريح في أن هذا الحديث لم يتعرّض الشيخان ولا أحدهما لتخريجه وإلا لما عدل عنه وأعظم به من غفلة فقد خرّجه سلطان المحدثين البخاري وكذا أحمد والترمذي باللفظ المزبور وزادوا والفردوس أعلاها درجة ومنها تفجرت أنهار الجنة الأربع وفوق ذلك يكون العرش اهـ‏.‏

3647 - ‏(‏الجنة بالمشرق‏)‏ الظاهر أن المراد به أن جهة بلاد المشرق كالعراقين وما والاهما كثيرة الأشجار الملتفة والغياض المونقة فإن الجنة اسم لذلك وإلا فقد ورد أن الجنة فوق السماء السابعة‏.‏

- ‏(‏فر عن أنس‏)‏ فيه يونس بن عبيد أورده الذهبي في الضعفاء وقال‏:‏ مجهول وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجاً لأحد أعلى ولا أشهر ولا أقدم من الديلمي وهو عجيب فقد خرجه الحاكم من هذا الوجه بهذا اللفظ ومن طريقه وعنه أورده الديلمي مصرحاً فإهمال المصنف للأصل واقتصاره على العزو للفرع غير جيد‏.‏

3648 - ‏(‏الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها‏)‏ الفاحش ذو الفحش في قوله أو فعله أي لا يدخلها مع الأولين الفائزين أو لا يدخلها قبل تعذيبه إلا إن عفي عنه‏.‏

- ‏(‏ابن أبي الدنيا‏)‏ أبو بكر القرشي ‏(‏في‏)‏ كتاب ‏(‏الصمت‏)‏ أي فضله ‏(‏حل‏)‏ كلاهما ‏(‏عن ابن عمرو‏)‏ بن العاص قال الحافظ العراقي‏:‏ سنده لين‏.‏

3649 - ‏(‏الجنة لكل تائب‏)‏ توبة صحيحة ‏(‏والرحمة لكل واقف‏)‏ أي مصر على المعاصي‏.‏ قال الديلمي‏:‏ ويروى وقاف وهو المتأني كأنه يريد أن يتوب ثم يحجم ويتوقف فالرحمة قريب منه انتهى‏.‏

- ‏(‏أبو الحسن بن المهتدي في فوائده‏)‏ الحديث ‏(‏عن ابن عباس‏)‏ وظاهر حال المصنف أن لم يقف عليه مخرجاً لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز مع أن الديلمي خرجه في مسند الفردوس‏.‏

3650 - ‏(‏الجنة بناؤها لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها‏)‏ بكسر الميم طينها الذي يكون بين كل لبنتين أو ترابها الذي يخالطه الماء ‏(‏المسك الآذفر‏)‏ بذال معجمة في خط المصنف أي الذي لا خلط فيه أو الشديد الريح قالوا‏:‏ لكن ‏[‏ص 364‏]‏ لونه مشرف لا يشبه مسك الدنيا بل هو أبيض ‏(‏وحصباؤها‏)‏ أي حصاؤها الصغار ‏(‏اللؤلؤ والياقوت‏)‏ الأحمر والأصفر ‏(‏وتربتها الزعفران‏)‏ وفي رواية تربتها درمكة بيضاء مسك خالص فإذا عجن بالماء صار مسكاً والطين يسمى تراباً فلما كانت تربتها طينة وماؤها طيب فانضم أحدهما إلى الآخر حدث لهما طيب آخر فصار مسكاً أو يحتمل أن كونه زعفراناً باعتبار اللون مسكاً باعتبار الريح وهذا من أحسن شيء وأظرفه تكون البهجة والإشراق في لون الزعفران والريح ريح المسك وكذا تشبيهها بالدرمكة وهو الخبز الصافي الذي يضرب لونه إلى صفرة مع لينها ونعومتها وهو معنى قول مجاهد‏:‏ أرض الجنة من فضة وترابها مسك فاللون في البياض لون الفضة والريح ريح المسك مثل كثبان الرمل ولا يعارض ذلك كله خبر أبي الشيخ قلت ليلة أسري بي يا جبريل إنهم يسألوني عن الجنة فقال‏:‏ أخبرهم أنها درّة بيضاء وأرضها عقيان والعقيان الذهب لأن إخبار جبريل عن أرض الجنتين الذهبيتين اهتماماً منه بالأفضل الأعلى ‏(‏من يدخلها ينعم لا يبأس‏)‏ أي لا يفتقر ولا يحتاج يعني أن نعيم الجنة لا يشوبه بؤس ولا يعقبه شدة تكدره يقال بئس الرجل إذا اشتدت حاجته أي لا يكون في شدة وضيق ‏(‏لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم‏)‏ إشارة إلى بقاء الجنة وجميع ما فيها ومن فيها وأن صفات أهلها من الشباب ونحوه لا يتغير وملابسهم لا تبلى وقد نطق بذلك التنزيل في عدة آيات لهم فيها نعيم مقيم أكلها دائم وظلها وفي طي ذلك تعريض بذم الدنيا فإن من فيها وإن نعم يبأس ومن أقام فيها لم يخلد بل يموت ويفنى شبابه ويبلى جسده وثيابه‏.‏

- ‏(‏حم ت‏)‏ في صفة الجنة ‏(‏عن أبي هريرة‏)‏ ورواه عنه الطيالسي‏.‏

3651 - ‏(‏الجن ثلاثة أصناف فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء وصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون‏)‏ قال الحكيم‏:‏ والصنف الثاني ثم الذين ورد النهي عن قتلهم في خبر نهى عن قتل ذوي البيوت وخبر نهى عن قتل الحيات فإن تلك في صور الحيات وهم من الجن وهم سكان البيوت‏.‏